هـل أنت مـدمـن عـلى الـفـيـسـبـوك؟

لا شـك في أن الـفـيـسـبـوك وسـيـلة تواصل اجـتـماعـية رائعـة، خـلـقـت علاقات كانت مـسـتحـيـلة في الزمـن الماضي، وأحـيـت عـلاقـات كانـت مـيـتـة، خـصوصا بـيـن أصدقـاء أو أقـارب تـفـصل بـيـنهـم آلاف الـكـيـلومتـرات، ولـم يـتـصل بـعـضهـم بـبـعـض مـنـذ سـنوات عـديـدة. لـكن حـب البحـث عـن الأصدقـاء أو الأقـارب لـيـس الـدافـع الأول عـمـوما لإنـشـاء صفـحة خاصة عـلى الـفـيـسـبـوك. فالإدمان لا يـبـدأ مـن هـنا.

يـبـدأ الإدمان حـيـن يـدفـعـني حـب مواكـبة العـصر إلى إنـشاء صفـحة خاصة بي عـلى الـفـيـسـبـوك. فأنا لا أريد أن أشـعـر بالاغـتـراب حـيـن أكون مع الآخرين، خصوصا وأن موضوع الفـيـسـبـوك صار من الأحاديث اليـومية.

والـفـضول مـن سـمات الإنـسان. الـفـيـسـبـوك يـسـمـح لي بالـدخـول في خـصوصـية الآخريـن: مـن أصدقـاء فـلان؟ مع مـن يـتـحـدث؟ ماذا يـقـولون؟ مـن كان مـعـه في تـلـك الحـفـلة، في ذلـك الـعـرس، في تـلـك الرحـلة؟ وكـما هـو حال الإدمان، لا أحـد يـقـول عـن نـفـسه إنه فـضولي، ولـكـنـنا كـلّـنا فـضولـيـون. فـهـل من وسـيـلة تروي فـضولي أفـضل من الـفـيـسـبـوك؟

المرحـلة التالـية هي تـعـزيز الأنا. وتـبـدأ بضم أكـبـر عـدد مـمـكـن مـن الأصدقـاء. كـلـما ازداد عـدد الأصدقـاء انـتـفـخ الأنا: إنهـم يطـلـبـون صداقـتي! ويـجـب أن أزور الصفـحة باسـتـمرار، وأقـول دوما مـن خـلال مداخـلاتي: أنا هـنا.
الـعـلامة الأوضح عـلى الإدمان الـفـيـسـبـوكي هي تـناوب شعـور الـنـشوة وخـيـبة الأمـل. ويـتـولد هـذا الشعـور خصوصا حـيـن أفـتـح الصفـحة الـفـيـسـبـوكـية وأرى عـدد المـعـجـبـيـن (أو غـيـر المعـجـبـيـن) بما نـشـرتـه، وعـدد طالـبي الصداقـة مني، وعـدد مـن كـتـبـوا لي ... باخـتصار، عـدد مـن أنا موجـود بالـنـسـبة إليهـم.

http://www.jespro.org/index.php?option=com_k2&view=item&id=182:facebook-addiction&Itemid=275