Clilstore Facebook WA Linkedin Email
Login

This is a Clilstore unit. You can link all words to dictionaries.

نساء المملكة المقدّسة ـ وثائقي

 

المملكة السعودية تحولت في ظرف 50 سنة من مجتمع قبائلي ـ بدوي ـ الى قُوّة عالمية. فالسعودي يقود أفخم السيارات والتكنولوجيا الغربية ولكن تفكيره ما زال محصوراً بخيمة البداوة (يقول أحد السعوديين) ، فالسعودية لم تمر بعد بعملية تطور ثقافي. ولكثير من الناس ، تُعتبر السعودية بلداً مُكفَّناً بالسرِّية ، حيث النساء بحاجة لإذن من أجل الخروج من البيت. فبعض الأدوار تُعتبر غير صالحة للمرأة ، كما يقول مُجتمع الرجال. هل المساواة ممكنة في هذا البلد؟

تُعتبر السعودية في مرحلة إنتقالية ، حيث أنها تسير نحو القرن الحادي والعشرين بعقلية البداوة ، فالمملكة هي أضخم مُنتج للنفط في العالم ، وهي أيضاً البلد الأكثر محافظةً بين الدول الإسلامية ، وهي أرض مهد الإسلام ، وفيها أكثر الأماكن قداسة لدى المسلمين، مكة والمدينة. العائلة السعودية حكمت الحجاز منذ عام 1933 واعتمدت الشريعة المستمدة من تفسير القرآن في تمرير القوانين.

المتحدثة ـ شيرمان عبيد ـ تقول أنها عاشت الصراع بين الحداثة وبين تعاليم الدين في بلدها باكستان ، والهدف من الفيلم الوثائقي هو النظر الى المملكة وكيف تتعامل مع التحولات. في السنوات الأخيرة، الحكومة السعودية قامت ببعض الاصلاحات تمثلت بإعطاء بعض الحقوق للمرأة ، وبتحسين القطاع التعليمي. ولكن رجال الدين وحتى الكثير من المواطنين كانوا مترددين في قبول هذه الإصلاحات. وضع المرأة قد يمثل الفارق بين رجال الدين والسلطة الحاكمة في المملكة. حتى يُسمح لشيرمان بالتصوير ، عليها أن ترتدي العباية ، وأن تكون بصحبة موظف حكومي ذكر.

قبل خمس سنوات فقط ، سُمِح للنساء بالعمل في المصانع (6% من القوة العاملة). بالحديث لإحدى النساء ، تقول ان فكرة أن المرأة خُلِقت للمطبخ هي وجهة نظر قديمة وانتهت ، والرجل الذي ما زال يُفكِّر بأن دور المرأة محصور بالمطبخ والبيت ، إنما ينُم عن جهل وعدم إدراك. نساء أخريات يتحدثن عن حرمانهن من التعليم وأنهن يُردن تعليم بناتهن الآن.

من الناحية القانونية ، المرأة البالغة الغير متزوجة تُعتبر تحت وصاية الأب ، بينما المتزوجة تكون تحت وصاية الزوج ، والأرملة تكون تحت وصاية أبنائها. والمرأة لا يمكنها استصدار بطاقة هوية ، أو جواز سفر ، أو حتى الدخول الى المستشفى دون أخذ الإذن من الوصي الذكر. المرأة لا يُسمح لها بقيادة السيارة ، وهناك عزل بين الذكور والاناث في المؤسسات التعليمية ، والعزل يشمل حتى المطاعم والكافيتريات.

تتحدث إحدى النساء عن ضرورة ان يكون دمج المرأة في الإنتاج مُتماشياً مع الدين الإسلامي والعادات ، وأن يتم الأخذ من النُظُم الديمقراطية ما يُمكن تطبيقه في المجتمع السعودي.

تتحدث شيرمان عن مداهمة لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(الشرطة الدينية ، المطاوعة ) لها ولفريق التصوير، وهي شرطة مستقلة تتألف من الآلاف من الموظفين والمتطوعين ، ولهم الصلاحيات المطلقة في إعتقال وسجن أي شخص يُخالف التقاليد المُتّبعة في الملبس أو القضايا الأخلاقية. وبالرغم من ان شيرمان وفريق التصوير كان لديهم إذن بالتصوير ، بالمطاوعة لم يُعيروا انتباه لذلك. والتناقض بين رجال الدين والحكومة كان جلياً في أمثلة من هذا القبيل.

المملكة مليئة بالتناقضات ، فهناك الخيم الغير مجهزة بالكهرباء الى جانب أحدث الأسواق والمولات. تقول شيرمان أنها لا يمكنها ان تحجز في الفندق ، أو تحجز سيارة ، أو تفعل أي شيء بدون الإعتماد على رجل. هذه السيطرة الذكورية تدفع الى الإعتقاد أن الإساءة للمرأة هو أمر شائع داخل العائلة في المملكة. هذه الأمور لم يحدث أن خرجت للعلن ، ولكن مؤخراً بدأت بعض النساء بالظهور علناً والحديث عن إساءة الرجال للنساء. ما يقرب من 50% من الزِّيجات في السعودية تنتهي بالطلاق . الكثير من المطلقات لا تتجرّأن بالحديث الى الكاميرا . إحدى المطلقات تقول ان المجتمع لا ينظر بنظرة دونية للرجل المُطلِّق ، وإنّما يتم النظر الى المُطلَّقة بنظرة دونية . الزواج يكون عادة بضغط من الأهل ، وعند الطلاق يتم حرمان المرأة من أبنائها ، فحتى تحصل على الطلاق ، يجب أن تُعطي حق الحضانة للأب.

الإعلام في السعودية مُسيطر عليه بشكل كامل من قِبل الدولة ، ولكن هناك مُسلسل كوميدي يتعرض للكثير من التناقضات بين الحداثة والتقليد في المجتمع السعودي ، وقد أعطت الحكومة الضوء الأخضر لهذا المسلسل بالاستمرار رغم إعتراض رجال الدين عليه. بمعنى آخر ، المسلسل يهدف الى إظهار العيوب في المجتمع السعودي لإيجاد حلول ، ولكن أيضاً لإظهار أن بعض القيم المتبعة هي فعلاً مثيرة للضحك. فمثلاً ، الذكر الذي يسير مع ابنته يتخيل إليه أن كل ذكر في الشارع يريد أن يخطف ابنته ، أو إذا حصلت مُصيبة داخل بيت، فلن تتمكن الشرطة من الدخول إلّا إذا كان في البيت ذكر. قوانين من هذا القبيل كانت مسؤولة عن بعض المآسي ، كما حصل عام 2002 حين اندلع حريق في مدرسة للبنات ، وتم احتراق 15 بنت وتشوهت أكثر من 50 بنت أخرى ، لأن المطاوعة أغلقوا الأبواب ومنعوا البنات من الخروج بحجة أنهن لم يتمكنّ من ارتداء العباية.

بالرغم من هذه المآسي المرتبطة بالقوانين ، بعض النساء مازلن يرين في هذه القوانين الصواب. فمن وجهة نظر بعض النساء، المرأة والرجل لا يمكن أن يكونا مُتساويين ، وبنظر بعض النساء فإن من واجب المرأة طلب الإذن بالخروج حتى لو كان الأمر مرتبط بشراء بعض الأطعمة قرب البيت. وكما تمّ ترسيخ بعض الأفكار الخاطئة في عقول هذه النساء ، فيعتقد بعضهن أن الإسلام حدد أن المرأة لا يُمكن لها أن تقوم بالخيار الصحيح بمعزل عن أخذ رأي الرجل ، وأن المرأة تمر بتغيرات هرمونية تؤثر على مقدرتها على التفكير السليم.

النقاش في مواضيع تخص النظام العام يتم أحيانا في بعض المجالس ، وتكون هذه المجالس برقابة حكومية ، الى جانب أن الحكومة أصدرت تعليماتها بعدم التطرق والبحث في المواضيع السياسية. وبالرغم من النظرة التقدمية لهذه المجالس ، فما زالت تتم بعزل الرجال عن النساء. وقد اعترض البعض على وجود الكاميرا ، لأن بعض الإصلاحيين في الماضي تم اعتقالهم ووضعهم في السجون. في ظل أجواء كهذه ، كيف يمكن للإصلاح ان يأخذ طريقه الى المجتمع؟!

العديد من النساء يحيون حياة البداوة، بعيداً عن حياة المدينة ، ويمارسن الحرف التقليدية البدوية.

أحد جوانب الإصلاح كان السماح بإجراء انتخابات بلدية ، لكن هذا الإصلاح لم يشمل النساء وحرمهن من حقهن في الترشح والإنتخاب. فالمرأة لا صوت لها. البلدية تُعنى بشؤون الكهرباء وإنشاء الطرقات ، ولا تتعدى إلى أمور البلد الأكثر جدية ، والتي تبقى بيد الأسرة الحاكمة حصرياً.

في مقابلة مع صحافية سعودية ، نعلم من الصحافية أنها اختارت مهنة مُسيطر عليها من قِبَل الرجال ، وهي اختارت ان تتحدى مجتمعها ببقائها عازبة ، وبطلبها من مُوظّفيها أن لا يُعاملوها كإمرأة. بالرغم من ذلك ، فمكتب العمل الذي تعمل فيه ككل أماكن العمل، يعتمد على الفصل بين الرجال والنساء ، وحتى المدخل الى المكتب يكون من خلال ممر مُنفصل عن ممر المبنى المُخصص للرجال. التواصل مع زملائها في العمل يكون من خلال الإيميل والتيليفون. في حال مخالفة هذه الأمور ، يكون من حق الشرطة السعودية التدخل لإعتقال الموظفين وإغلاق مركز العمل.

حتى في حالة الفتياة والنساء المتعلمات والاتي يُمثِّلن مُستقبل المملكة، فإنهن ينظُرن الى فكرة عدم المساواة مع الرجل بصورة إيجابية ، وأن من واجب المرأة أن تأخذ الإذن من ولي أمرها في أي أمر تريد القيام به. هذه النظرة قد تعني عملياً أن الإصلاح الفعلي قد لا يأتي في أي وقت قريب ، وأن الإجحاف بحقوق المرأة قد يستمر طالما هذه العقلية في التفكير استمرت على ما هي عليه.

السعودية كانت ومازالت محكومة من خلال توافق تام بين العائلة المالكة وبين رجال الدين الوهابي ، فالعديد من الإصلاحات التي تقدمت بها العائلة المالكة كانت تُقابل بالرفض من قِبَل رجال الدين . هذه الهيئة الدينية يعود القرار النهائي لها في تحديد ما إذا كان على النساء المشاركة في الانتخابات البلدية ام لا ، ولا يُمكن لأحد الإعتراض على أحكامهم لأنهم يعتبرون أن هذه الأحكام تصدر بإسم الله ، فالإعتراض على أحكامهم هو إعتراض على الله.

عدم السماح بالمساواة بين الرجل والمرأة ، وفقاً لما يقوله الصحافي السعودي ، مبني على العديد من الأمور ، وأهمها ان وسائل التربية ، والكتب والثقافة ما زالت تشجع على عدم المساواة بين الذكر والأنثى ، ولهذا فالعديد من النساء يعتبرن أن عدم المساواة هو أمر إلهي ، وليس أمراً مفروضاً من قِبَل الذكور. الصحافية تعطي رأيها في النهاية بالقول ان النساء انفسهن لا يمتلكن الثقة بأنفسهن للترشح أو الإنتخاب ، ولا يثقن بإمرأة مثلهن.

Clilstore

Short url:   https://clilstore.eu/cs/1616